الديمقراطية اختراع يوناني قديم ، ومعناها حرفيًّا حكم الشعب بالشعب . وكانت أثينا تطبق هذا المبدأ بحذافيره ، فتعطي لكل مواطن يوما في العام فرصة للاشتراك في مجلس النواب ، الذي كان يضم خمسمائة مقعد، وبذلك يتاح له فرصة إبداء الرأي في ذلك اليوم ، والمساهمة في صياغة تشريع جديد وبالطبع لم تكن الأمور تجري على نحو صحيح ، فالكثير من هؤلاء النواب كانوا أميين وليسوا على المستوى العقلي المطلوب مع أنه أول فيلسوف عالمي دعا الناس كلهم إلى التفكير العقلي الصحيح والذى كان يحدث أن جماعة من المتحكمين فى هذا المجلس النيابى كانوا يتجولون بين الصفوف ،
وعندما سقطت اليونان تحت قوة روما العسكرية ، تبنت هذه الأخيرة الديمقراطية ، ولكن بأسلوبها الخاص ؛ مخصرتها على النبلاء ، وحرمت منها العبيد والفقراء
ثم بعد الرومان ، دخلت أوربا في عصورها الوسطى وساعدتهم الكنيسة على ذلك ؛ لذلك لم يكن يتصور وجود أي أثر للديمقراطية طوال تلك الفترة ؛ وإذا ما ظهر صوت معارض كان يتم إخماد روح صاحبه بالحرق أو الإعدام العلني ؛ لأنه لم يكن يعارض النظام السياسي فقط
ومن خلال هذه الظلمة الضاربة ، راح العلم يتقدم ببطء ، والأفكار الفلسفية تحرك العقول ، حتى هبت الثورات الكبرى فى أوربا ، كالفرنسية التى أطاحت بالملكية ، وأحلت محلها الجمهورية
وبالطبع تطورت الديمقراطية كثيرًا عن شكلها اليوناني القديم ، فقد أصبح الشعب فى كل منطقة يختار ممثلاً له ، وهؤلاء الممثلون هم الذين يشكلون البرلمان (والكلمة بالفرنسية تعنى مكان الكلام) ، فإذا اجتمع عدد منهم أكثر من غيره ، تشكلت منهم الحكومة ، وأصبحت الأقلية معارضة ، وعندما تفشل هذه الأغلبية فى تحقيق مصالح الناخبين ، يسقطونها فى الدورة التالية .. وهكذا تسير الأمور .
أما فى العالم العربي ، فما زالت بعض بلاده لم تأخذ بالنظام الديمقراطي أساسُا ، والتي تأخذ بها لا تطبقها كما ينبغي .
وفى إفريقية ربما حصل رئيس فى الانتخابات على أصوات أكثر ، ولكن الرئيس المنتهية ولاتية يرفض التخلي عن المنصب . لماذا ؟! هكذا بكل بجاحة !
ومنذ ذلك الوقت اصبح شعوب العالم اجمع تعسى الى الحصول على الديمقراطية
