ابحث في المدونة

الأربعاء، 19 يونيو 2013

خريطة الحب ج2





بدون الدخول في تنظيرات معقدة أو محاولات فلسفية نحاول أن نرى حجم كل من الحب والجنس في الوعي الإنساني وارتباطات كل منهما.
 
وفي حالة انفصال الجنس عن الحب فعل جسدي محدود زمانا ومكانا ولذة ولكن الحب فهو أحساس ممتد في النفس بكل أبعاده وفى الجسد بكل أجزائه وهو لا يتوقف بل يسرى في الكون فيشيع نوراً قويا.

ويكون الجنس حالة مؤقتة تنتهي عند إفراغ الشهوة أما الحب فهو حالة دائمة وتبدأ قبل إفراغ الشهوة وتستمر حتى  بعدها فالشهوة تعيش عدة دقائق لكن الحب يعيش للأبد والرغبة الجنسية قد تنتهى أو تموت اذا كنت فى حالة المرض أو الشيخوخة ولكن الحب لا يتأثر بتلك العوارض في حالة انة حباً أصيلا

ودائما نقول ان الحب غاية والجنس وسيلة.
الحب هو شعور مقدس, والجنس في حالة انفصاله عن الحب ليس مقدسا.
الحب يخلق الارادة في الاقتراب الجميل والتلاقي المشروع تحت السماء ولكن الجنس ياتى كتعبير عن أقصى درجات القرب.
والمحبون  دائما ليسوا متعجلين على الجنس كهدف... ولكن يصلون إليه كتطور طبيعي وبالتالي حين يصلون إليه يمارسونه بكل خلجات أجسادهم و أرواحهم, وحين تحدث الشهوة يهتز لها الجسد و الروح.

و الجنس في كنف الحب له طعم مختلف تراه في الرغبة الودودة  وتراه ايضا في نظرة الشكر والامتنان ولمسات الود .
الحب هو التقاء إنسان بإنسان آخر رحلة من ذات لذات اخر عبور للحواجز التي تفصل بين الناس أما الجنس المجرد من الحب فهو التقاء جسد بجسد وأحيانا لا يكون التقاء جسد بجسد 


  واثناء الحب يتجاوز الجنس الكثير من التفاصيل فتصبح وسامة الرجل أو فحولته غير  اهمية ويصبح ايضا جمال المرأة أو نضارة جسدها ليس شء مهم هنا هو الرغبة في الاقتراب.

وحين يلتقي اثنان في علاقة غير مشروعة ومنزوعة الحب فإنهما يكرهان بعضهم وربما ايضا بعد الانتهاء من هذه العلاقة الآثمة
يكرهان أنفسهما ويحاول كل منهما الابتعاد عن الآخر والتخلص منه
أما في حالة اللقاء المشروع في الحب فإن مشاعر المودة والرضا تسرى في المكان وتحيط الطرفين.

واثناء وجود الحب الحقيقي وفى ظل العلاقة المشروعة لا يصبح لعدد مرات الجماع أو جمال المرأة
أوضاعه او قدرة الرجل أو طول مدته , لا يصبح لهذه الأشياء اهمية كبيرة فهي 

أما حين يغيب الحب تظهر هذه الأشياء كمشكلات يشكو منها الطرفان ويتصفحون المجلات, ويشاهدون المواقع الجنسية 
 او يقرؤون الكتب الجنسية ولكن فهم لا يرتوون ولا يشعرون بالرضا أو السعادة لأن هذه المشاعر من صفات الروح ولكنهم قد جردوا الجنس من روحه وروح الجنس هو الحب المقدس و الباحثين عن الجنس للجنس أشبه بمن يشرب من ماء البحر.

ولكن فى وجود الحب تسعى جميع الاطراف لإرضاء الآخر بجانب إرضاء نفسه وربما يأتي من رضا الطرف الأخر فبعض النساء مثلاً لا يصلن للنشوة الجنسية ولكن تسعد برؤية زوجها وقد وصل إلى هذه الحالة وتكتفي وكأنها تشعر بالفخر أنها أوصلته إلى هذه الحالةوايضا  تشعر بالسعادة أنها أسعدته وأرضته وهو أيضاً
يشعر بذلك أما في غياب الحب فتصبح العلاقة الجنسية إلى استعراض جنسي فتتزين المرأة في إظهار مفاتنها لتسعد وترى قدرتها على سلب عقل الرجل  فهي تقوم بدور الإغراء والغواية فقط وأيضاً الرجل نجده يهتم باستعراض قدرته أمام المرأة وربما يستعين بالمنشطات لكي يرفع رأسه فخراً دونما اهتمام إذا ما كانت هذه الأشياء مطلبا للمرأة أو إسعاداً لها أم لا.

وفي وجود الحب لا يؤثر شيب الشعر ولا ترهلات الجسم
ولا تجاعيد الوجه فلقد رأيت أزواجا في يشعرون بإشباع عاطفي وجنسي في علاقتهما حتى اذا فشلا في إقامة علاقة كاملة حين أن هناك فتيات في يتمتعن بجمال صارخ ولكنهن يعجزن عن الإشباع الجنسي لهن  على الرغم من علاقاتهن المتعددة وذلك لأن تلك العلاقات تخلو من الحب الحقيقي والعميق اللازم للإشباع فالجنس لدى المحبين نوع من التواصل الوجداني والجسدي وبالتالي يحدث بصور كثيرة ويؤدى إلى حالات الإشباع والرضا 



انتظرونا فى الجزء الثالث من المقال
لاستفساراتكم، طلبات الدعم، طلبات تعديل وتعريب قوالب بلوجر - اضغط هنا